أيهاالناس:- سارعوا إلى اللحاق في ركب هؤلاء

السلام عليكم ورحمة الله

طوبى للغرباء

الحمد لله القائل:- {ألا إنّ أولياءَ اللهِ لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ". وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه قال:- " بدأ الإسلامُ غريباً وسيعودُ غريباً فطوبى للغرباء}.

أيها الأخوةالكرام:- في زمن الغربة، في زمن الابتعاد عن دين الله، في زمنٍ أصبح الحليمُ حيراناً لما يرى من شدة الفتن ووطئت المحن ومُدلهمات الإحن، في زمنٍ يكذب فيه الصادق ويصدق الكاذب ويخون الأمين ويؤتمن الخائن وينطق فيه الرويبضة التافه الذي لايلوي على شيءٍ سوى اتباع سياسة الإستحمار والتجهيل مع كل من يصفق له وينعق.

في هذا الزمن تخرج ثلةٌ من الغرباء الذين تبدو الغربة على مُحياهم، يبْدون غرباء عن الأهل والعشيرة، ولكنهم ليسوا كذلك عند ملائكة الأرض والسماء، ولأنهم غرباء في وسط الزحام فإن الأذى ينالهم أصنافاً وأشكالاً، تقطع عنهم الأرزاق، وفيحالات كثيرة تسحق عن أجسادهم الأعناق. فمن همُ الغرباءُ أيها الناسُ؟لست أنا الذي أجيب وإنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:- " النُزاع من القبائل" " الذين يصلحون ما أفسد الناسُ من بعدي من سُنتي" " الذين يصلحون عند فسادالناس" " ناسٌ صالحون قليل في ناس سَوءٍ كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم " " يغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه،… تصادقوا في الله وتحابوا به، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، يخاف الناس ولا يخافون، هم أولياء الله عز وجل الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" " تحابوا بروْح الله على غيرأرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور " " من بلدانٍ شتى " يجتمعون على ذكر الله تعالى فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل الثمرأطايبه" " لم يكن بينهم أرحام يتواصلون بها لله، لا دنيا يتباذلون بها".

نعم يا عباد الله هؤلاء هم الغرباء الذين مدحهم رسولُ الله في أحاديثه الكثيرة وأخبر عن صفاتهم ليتصف بها من أراد أن يكون منهم، نعم هؤلاء هم الذين يقبضون على دينهم كالقابض على جمر من نار في زمنٍ انسلخ الناسُ فيه عن دينهم وابتعدوا عن مصدر عزتهم وتركوا ما أمرهم ربهم خلف ظهورهم وأقبلوا على الشهوات يتحاشونها، وعلى الملذات يتعاطونها والملهيات تبادلونها. فأصبحوا كالراعي بلا مرعى،وكالرامي بلا مرمى.

الغرباء معشر الأحبة، ليسوا غرباء بأكلهم ومشربهم بل غرباء بفكرهم المستنير وطريقتهم في التغيير، فهم يقتفون أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم في تغيير ما علُق من شوائب وعوالق في أذهان الناس من قوميةفاسدة ووطنية ماحقة وديمقراطية كاذبة ورأسمالية بغيضة ليستأنفوا ما انقطع ويرممواما هُدّم من طريقة الإسلام في العيش الكريم في ظلال القرآن والسنة.

أيهاالناس:- سارعوا إلى اللحاق في ركب هؤلاء الغرباء وغذوا السير معهم وشدوا المئزروشمروا عن ساعد الجِدِّ وكونوا لهم عوناً ونصيراً فلا يلفتنَّكم عن غايتكم شيطانٌ مارد ولا جحود جاحد واستعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.