منتدى المهاجر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المهاجر

مرحبا بكم في منتدى المهاجر
 
الرئيسيةاعلان هامأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الترجمة والتأويل نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة تتمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
DEVISIONNAIRE11
نائب مدير المنتدى
نائب مدير المنتدى



ذكر
عدد الرسائل : 88
العمر : 46
العمل/الترفيه : العمل يدوي صناعي والفكر ثقافي والترفيه إجتماعي
المزاج : دائما مبتسم المزاج إلا في حالات تعدي الحدود الغير المسموح بها
تاريخ التسجيل : 24/12/2007

الترجمة والتأويل نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة   تتمة Empty
مُساهمةموضوع: الترجمة والتأويل نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة تتمة   الترجمة والتأويل نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة   تتمة I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 27, 2007 6:04 am

والاجتماعية المدروسة، بخطاب علمي مفهوم… مما يستدعي من قبل الباحثين نضجاً كبيراً. إنها تجربة صعبة أن تُقدم النتائج للجمهور، عارية، لايصحبها أي تعليق. " لم يعد من الضروري، بعد قراءة هذا المقطع، أن نتساءل عن موصوف كلمة عارياً، لأن الجملة لم يعد يكتنفها أي غموض بعدما اندرجت في سياق الخطاب.


الكلام (La parole)
ماهو الكلام الذي يحمل معنى، خلافاً للغة ؟ وماهو العنصر الجديد الذي بفضله تصبح الجملتان السابقتان مفهومتين دون إدخال أي تعديل عليهما ؟ إن هذا العنصر هو ربط الجمل المعزولة، الجملة الأولى بالموقف الذي قيلت فيه، والثانية بسياق النص الذي استخرجت منه. فهذا الربط يعيد إلى الجملتين المعنى الذي فقدتاه عندما أصبحتا معزولتين. إن الجمل المعزولة عن سياقها تحمل احتمالات دلالية، شأنها في ذلك شأن الكلمة الواحدة. فإذا أخذنا كلمات لاعلى التعيين من المخزون اللغوي وتفحصناها الواحدة تلو الأخرى، لتمكنا من وضع عدد من المدلولات لكل منها. إن تعددية المعاني هي من طبيعة الكلمات التي ليست تسميات
لمسميات أو لمفاهيم فريدة وإنما تشتمل على مجموعات من المدلولات. ويمكننا أن نلهو بجمع كلمات وندعي أنها تحمل معنى : قرأت في مكان ما أن عبارة
Il a un cousin au front (على جبينه بعوضة) يمكن أن تكون مرادفة لعبارة Il a un moustique sur la façade (على واجهته بعوضة)،لم لا بما أن قائل الجملة ليست لديه في الأصل أية إرادة في إيصال معلومة ما ! إن تعددية المعاني والغموض من شأن كل تركيب مفرداتي يتم خارج السياق، إلا أنهما يزولان عندما تندرج الجملة في إطار الخطاب. وإرادة التواصل هي التي تحرر الكلمات من تعددية معانيها، وتزيل عن الجمل غموضها، وتحملها المدلول المراد.
إن مانقصده بكلمة "معنى" ليس ماتقصده بهذه الكلمة الدراسات الدلالية أو المعجمية التي تسعى إلى تحديد مفاهيم الكلمات أو البنيات القواعدية – لأن المعنى الذي تتحدث عنه هذه الدراسات، أي "المدلول اللغوي"، ينطبق على معاني الكلمات في معزل عن استخداماتها في إطار الكلام أو الخطاب. إن معنى الكلام، المعنى الذي تحمله الرسالة، غير موجود في كل كلمة، ولا في كل جملة. إنه يستند إلى المدلولات اللغوية دون أن يقتصر عليها، وإن النص بأكمله، هو الذي يساعد، كلما تقدمنا في قراءته، في إدراك مأراد الكاتب قوله. إن أفكار الكاتب، قبل أن تتحول إلى كلام وتأخذ شكلها النهائي، موجودة في ذهنه، وإنما دون ترتيب. ولا تتضح وتتشعب إلا بالكتابة؛ وكل جملة تستند إلى سابقاتها لإتمام الرسالة
والكلمات التي هي مجموعات من الدلالات على المستوى اللغوي، لاتحقق على صعيد الكلام إلا جزءاً من مدلولاتها، إلا أنها تكتسب بالمقابل المعنى الذي يحملها إياه الكلام الذي يأتي قبلها. فإذا عدنا إلى جملتنا:" إنها لتجربة صعبة أن يقدم عاريًا ولده إلى الجمهور"، نجد أن كل كلمة من الكلمات، إذا قُرأت في سياقها، تكتسب معنى إضافياً تضفيه عليها الكلمات التي سبقتها : فكلمة "طفل"، تحقق جزء اً من مدلولها الذي تمنحها إياه اللغة (الطفل من ناتج الإنسان)، وتكتسب ظلالاً جديدة بفعل الكلمات التي أتت قبلها والتي تضفي عليها معنى "نتائج البحث". كذلك فإن كلمة "عارياً" تعني على المستوى اللغوي، "غير مكتس" ولكنها تعني في هذا السياق أيضاً " تجريد النتائج وإخراجها من إطارها النظري أو المنهجي أو التجريبي"، وتستمد معناها، على مستوى الكلام، من كلمة intelligible (قابلاً للفهم) التي سبقتها.
إنه لخطأ فادح أن نخلط بين اللغة والكلام عند الحديث عن الترجمة. إذ ليس هناك على المستوى اللغوي أي علاقة بين "الطفل" و"نتائج البحث". ولايظهر هذا المعنى إلا على مستوى الكلام، وهو معنى عرضي، آني، عرضة للتلاشي، شأنه شأن التركيبة الفعلية التي أوجدته، تولد من سياق الكلام، وهو يتميز عن اللغة مع أنه من نتاجها. اللغة تعطي الكلمات دلالاتها، بينما يثريها الكلام بمفاهيم لايمكن تصورها على مستوى الألفاظ. وهذه المفاهيم هي التي تشكل المعنى، وينبغي أن يدركها قارئ الترجمة تماماً كما يدركها قارئ النص الأصل. وهكذا نرى أن المعنى
لايتصف بالسكون والموضوعية وإنما هو صيرورة دائمة تتكون مع تقدم الخطاب.
المعنى: هدف الترجمة وغايتها
إن المعنى، بسيطاً كان أم معقداً، هو الغاية التي تسعى اللغة إلى بلوغها، وهو العنصر الرئيسي للعلاقات بين بني البشر، وهو أيضاً الهدف الذي ترمي إليه الترجمة. ساد الاعتقاد أن الترجمة ماهي إلا تمرين يتناول لغتين، ويقوم على إيجاد الكلمات والتراكيب النحوية المتكافئة من لغة إلى أخرى. وقد أفضت الأبحاث التي تناولت الترجمة الألية إلى دراسة المتكافئات الزوجية بين اللغات، أو بالأحرى إلى ماأطلق عليه "القواعد التقابلية". ومما لاشك فيه أن الفشل النسبي الذي منيت به هذه الدراسات يرجع بكل تأكيد إلى أن الترجمة الألية لم تستند إلى طريقة عمل الذهن البشري الذي لايقوم بنقل الرموز وإنما يدرك المعنى ويعاود التعبير عنه. فلو استندت الأبحاث إلى الإنسان وإلى الطريقة التي ينتهجها في الترجمة، لفقدت الطريقة التقابلية الكثير من أهميتها لصالح نظريةٍ للترجمة تقوم على المعنى بالدرجة الأولى.
يجب ألا ننسى أن الحاجة إلى الترجمة تنشأ من الحاجة إلى التواصل، وأن هذه الأخيرة موجودة في اللغة الواحدة حيث لايحتاج التواصل إلى وسيط، تماماً كما هي موجودة بين لغتين وتستدعي وساطة المترجم. ألا يحق لنا عندئذ أن نعتقد أن عملية الاتصال التي تتم داخل اللغة الواحدة هي نفس العملية التي تربط المترجم بالنص الأصل، ثم النص المترجم بالقارئ الذي
يطلع عليه، مما يجعل عملية الترجمة أقرب إلى عمليتي الفهم والتعبير منها إلى المقارنات بين اللغات. فالتعبير والفهم عند البالغين يدخلان في إطار الكلام ولا يقتصران على ترتيب نتف لغوية في جمل لا تحمل معنى . وكما أن الانسان لايتكلم أبداً من دون هدف، ومن دون نيةٍ في التواصل، كذلك فإننا لايمكن أن نستمع أو أن نقرأ دون إدراك شيء، أي دون تأويل. وهذا هو شأن المترجم الذي يكون تارةً قارئاً يدرك، وتارةً كاتباً ينقل إرادة القائل الأساسية، وهو يعرف جيداً أنه لايترجم لغةً إلى لغةٍ أخرى، وإنما يفهم كلاماً وينقله بدوره، معبراً عنه بطريقة لاتستعصي على الفهم. وتكمن جمالية الترجمة وأهميتها في أنها صلة وصلٍ بين مقولة الكاتب وفهم القارئ.
يستخلص المعنى في عملية التواصل من تسلسل الكلمات والجمل وتتابعها، إذ تضيف كل كلمة وكل جملة إسهامها إلى الأخريات، وتستمد منها. ويتكامل المعنى بشكل تدريجي مع تكامل سلسلة الكلام؛ بإمكاننا أن نجتزأ مقطعاً لاعلى التعيين ونقوم بتحليله لمعرفة مدى صحته، ولكن من المحال أن نتمكن في الوقت نفسه من بلوغ مدلوله الحقيقي الذي يبقى داخل النص المتكامل.
معرفة الموضوع ومعرفة اللغة
إذا لم تكن الترجمة عملية نقلٍ لغوي وإنما فهماً وتعبيراً، وإذا كان مانفهمه ونعبر عنه هو المعنى، ينبغي علينا أن نتوقف عند هذا المفهوم الأساسي الذي جعلنا منه هدف الترجمة وغايتها ونحاول توضيحه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الترجمة والتأويل نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة تتمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المهاجر :: قسم تعلم اللغات-
انتقل الى: