منتدى المهاجر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المهاجر

مرحبا بكم في منتدى المهاجر
 
الرئيسيةاعلان هامأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الترجمة والتأويل نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة تتمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
DEVISIONNAIRE11
نائب مدير المنتدى
نائب مدير المنتدى



ذكر
عدد الرسائل : 88
العمر : 46
العمل/الترفيه : العمل يدوي صناعي والفكر ثقافي والترفيه إجتماعي
المزاج : دائما مبتسم المزاج إلا في حالات تعدي الحدود الغير المسموح بها
تاريخ التسجيل : 24/12/2007

الترجمة والتأويل نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة   تتمة Empty
مُساهمةموضوع: الترجمة والتأويل نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة تتمة   الترجمة والتأويل نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة   تتمة I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 27, 2007 6:23 am

بالأحرى بين الفهم والتعبير. وقدكان موضوع واحد من هذه التمارين ترجمة فرنسية لمسرحية شكسبير "يولويوس قيصر" Jules César ، وعلى وجه التحديد المقطع الشهير من المشهد الثاني/الفصل الثاني الذي يفتتحه أنطوان Antoine قائلا :" Friends, Romans, Countrymen, lend me your ears ". والعبارة التي تهمنا هي قوله فيما بعد :
" I speak not to disprove what Brutus spoke " والتي ترجمت في منشورات "لابلياد" La Pléade " pour désapprouve " ( شجب/ندد). لايقوم التمرين على سؤال الطلاب عما يعني الفعل " to disprove " في لغتهم، لأن الغاية ليست تعليمهم اللغة بل جعلهم يدركون سياق الحبكة: بروتوس وأصدقاؤه قتلوا قيصراً، وأنطوان يخاطب الحشد، بعد أن انتهى بروتوس من القاء كلمته وعلى مقربة منه جثة قيصر الدامية، بقصد إثارة الجماهير ضد القتلة؛ وهو مشهد شهير جداً… بعد أن نطلب من الطلاب استعادة الملابسات في أذهانهم، نقرأ المقطع ونسألهم عن كيفية التعبير بالفرنسية عن الفعل " to disprove " (ينبغي تجنب استخدام كلمة " ترجمة"). نسوق هنا عدداً من الإجابات التي أفاد بها الطلبة في ذلك اليوم مقابلاً للكلمة الانجليزية : نعت بالكذب، كذب، دحض، برهن على أن حديثه زوراً وبهتانا،إلخ … أما التحليل اللغوي فيعطي : قدم برهاناً مضاداً؛ والمعجم يورد : فند، والترجمة يمكن أن تكون : خالف الرأي، ثار ضد…
لانهدف هنا اقتراح الكلمة المناسبة، ولكن مايهمنا هو أن نوضح بالبرهان أن اللغة التي نترجم إليها يجب أن تؤدي المعنى ليصبح التعبير مفهوماً، وأن يتم التعبير عن هذا المعنى بعيداً عن كل تشابه لغوي ممكن بين اللغتين الأصل والهدف. لايكفي أن نَفْهَم لنُفْهِم، يجب أن نعبر عن فهمنا خارج التشابه الشكلي. إن إيجاد التعبير الذي ينقل الفكرة بوضوح هو الذي يظهرها جلية لأولئك الذين لايستطيعون قراءتها إلا من خلال الترجمة. تلك هي مشكلة الكتابة في الترجمة : ذلك أننا نخاطب قارئاً لايعرف النص الأصل، وفي غالب الأحيان لايتقن اللغة التي كتب بها هذا النص، ولايملك بالتالي أي مرجع لإدراك المعنى سوى النص المترجم.

***
كي تكون الترجمة مفهومةً من القارىء الذي يعتمد عليها، ينبغي على المترجم أن يعيد النظر في ترجمته أكثر من مرة، وأن يعتبرها حالة خاصة من حالات التواصل. مالذي يحدث عندما نريد أن نقول شيئاً ما ؟ إننا نعبر عن هذا الشيء بالأشكال اللغوية المتعارف عليها من الجميع ، علماً أن المعنى فردي بينما الأشكال جماعية؛ يمكننا أن نقول مانشاء ولكن القالب الذي نستخدمه للتعبير عما في أنفسنا يجب أن يكون مطابقاً للأعراف والعادات السائدة في هذا المجال. يمكن التعبير عن أفكار واحدة في لغات عديدة وإنما ضمن احترام قواعد كل لغة من اللغات. إن نقل المعنى إلى لغة أخرى يتم بالتعبير عنه من جديد، وكلما ابتعد المترجم عن النقل اللغوي كلما ازداد تعبيره وضوحاً
تساعد المحافظة على المعنى عند إدراكه في الفصل بين اللغتين، لأن المترجم يصبح عندئذ في الموقف الكلامي الاعتيادي الذي يقوم على التعبير عن إرادة القول عنده بشكل مفهوم. وإذا كان فن الترجمة يقوم على الفصل بين اللغات باعتماد المعنى الذي ينبغي نقله، كما هو الأمر عليه عندما يدرس القمح لفصل الحبة عن القشرة، فإن اللجوء إلى المقارنات اللغوية في عملية الترجمة يعتبر طرحاً خاطئاً للقضايا الترجمية.
من الصعب إن لم يكن من المستحيل الامتناع عن التبسيط عندما نتكلم عن المبادىء. وهذا صحيح أيضاً في مناقشة الاختيار بين طريقة ترجمة اللغة باللغة والطريقة التأويلية التي تنتقل من الكلام إلى المعنى ثم من المعنى إلى الكلام. بديهي أنه خارج الترجمة الآلية – وحتى هذه الترجمة فإن الإنسان هو الذي يبرمجها – لايمكن إنجاز أية ترجمة دون اللجوء إلى التحليل الدلالي ولو بشكل محدود؛ كذلك فإن الترجمة التأويلية لاتتحقق دائماً في كل الظروف لأنه يجب في العديد من الحالات أن يزيد المترجم معارفه العامة واللغوية، وهو أمر غير ممكن دائماً. وتبقى الفروق النظرية بين الطريقتين عميقة وتنعكس على الصعيد العملي مما يقتضي الإشارة إليها. فقد تعرضت الألسنية إلى موضوع الترجمة من خلال اللغات، ولكن المشكلات التي أثارتها ليست مشكلات ترجمية بقدر ماهي مشكلات في النقل من لغة إلى أخرى. من المستحيل في نظرنا الفصل بين عملية الترجمة والعمليات الذهنية بشكل عام؛ بالمقابل، فإن دراسة الوظيفة العادية للغة تفتح أمامنا في مجال الترجمة آفاقاً أكثر فائدة من تلك التي توفرها في هذا
المجال الدراسات المقارنة للغات. فالتواصل البشري يقوم بالفعل على عدد من الآليات ( التعبير والتلقي، الفهم والاستيعاب ) التي لانرى لماذا يجب أن يحل محلها تحليل مقارن للغتين عندما يتعلق الأمر بلغة أخرى. فكما نفترض عندما ندرس عملية التواصل أن اللغة معروفة من الأشخاص الذين نجري عليهم الدراسة، يجب أيضاً أن ننطلق في دراسة الترجمة من الوضع المثالي الذي نفترض فيه أن المترجم يعرف لغتي العمل على حد سواء، وأن الموضوع الذي يعالجه لاينطوي على أية أسرار بالنسبة له. في هذا الوضع تبرز آليات الترجمة في حالتها الصافية. فلو افترضنا أن المترجم يتقن لغة الانطلاق تماماً كما يتقن لغة الوصول، ولو سلمنا أن معرفة الموضوع الذي ينبغي ترجمته متوفرة لديه، نكون قد أزحنا الستار الذي يحجب عامةً الآليات الحقيقية لعملية الترجمة.
إن المعرفة غير التامة للغة النص الأصل هي التي غالباً ماتكون، على الصعيد العملي، سبباً في صعوباتٍ جعلنا منها مشكلاتٍ نظرية. ولكن من الطبيعي أن يواجه المترجم لغات لايجيدها كل الإجادة وإلا لما كانت هناك اكتشافات لحضارات زائلة وثقافات نائية. ثمة إذن أسباب عديدة تدعو إلى القول بضرورة الشروع بالترجمة ولو كانت المعارف ناقصة…ولاينبغي أن تشوه المشكلات العديدة التي تعترض سبيلها عندئذ نظرتنا إلى الآليات الأساسية لعملية الترجمة بحد ذاتها.
لكثرة ماسمع المهتمون بنظرية الترجمة أن من الصعب بلوغ المعنى وجدوا أنفسهم مكرهين على تركه جانباً، كأنه غير موجود. وقد حاولنا فيما
تقدم البرهنة على أن التحليل اللغوي ليس فقط غير كاف في عملية الترجمة بل قد يعرقلها أيضاً. إن المصطلحات المستخدمة عادة في أبحاث الترجمة توجه الانتباه اتجاهاً خاطئاً : "لغة الانطلاق"و"لغة الوصول "،"اللغة المصدر"و"اللغة الهدف"، وتولد انطباعاً في أن الترجمة تنطلق من لغة لتصل إلى لغة أخرى، وأنها بالتالي تقوم على نقل العلامات اللغوية. ولكننا عندما نترجم "يوليوس قيصر" Jules César لشكسبير Sakespeare و"منطق الأحياء" La Logique du Vivant لفرانسوا جاكوبFrançois Jacob ، لانحول اللغة الانجليزية إلى لغة فرنسية واللغة الفرنسية إلى إ نجليزية. إن تحليل اللغة لايضمن بلوغ مدلول الرسالة؛ في حين أن المعنى هو المهم في عملية التواصل. إن معرفة اللغة الأصل ومعرفة الموضوع هما الركنان الأساسيان الذان يعتمد عليهما فهم النص، ويمكن أن يضاف إليهما ركن ثالث وهو القدرة على تجنب التطابق الكلامي في سبيل بلوغ التطابق بين المعنى واللغة، الفكرة والكلمة. إن مايتغير هو "الغلاف" الخارجي، بينما يبقى المضمون الذي "نصبه" من لغة في أخرى دون أن ننسخ لغة على أخرى. يمكن القول في نهاية المطاف إن اللغات تخرج عن إطار عملية الترجمة؛ وماهي سوى "وعاء" للمعنى الذي يمكن التعبير عنه في أية لغة كانت؛ واللغة لاتختلط بالمعنى .

نتمنى أن نكون قد وفقنا في عملنا إتجاهكم أصدقائي الأعزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الترجمة والتأويل نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة تتمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المهاجر :: قسم تعلم اللغات-
انتقل الى: