نسمع عن عادات غريبة تنتشر في دول مختلفة، ولعل الأعراس هي أكثر ما تبرز فيها عادات الشعوب واختلافها..
ففي إيطاليا يبدأ الاحتفال الطويل منذ الصباح ويمتد إلى ساعات الصباح الباكر في اليوم التالي، تتضمن الاحتفالات الرقص والأكل الكثير من الطقوس الرسمية.
تبدأ قضية الزواج كما هو الحال في أي مكان بالعالم بالخطبة، وتقتضي العادات أن يذهب أبو الخاطب أو أخوه إلى والد العروس أو عمها لطلب يدها، وقد يسبق ذلك اللقاء إرسال رسالة مكتوبة باليد. وبعد ذلك تتم الخطبة بشكل اعتيادي، حيث من الواجب أن يهدي الخاطب خطيبته خاتما من الألماس (الذي يدل على الحب الشديد) إذ إنهم يعتقدون بأن الألماس قد صنع من لهيب الحب، كما يشكل هذا الخاتم جزءا من المهر الذي سوف يدفعه العريس لعروسه.
ثم بعد ذلك تبدأ العروس هي وأهلها بتجهيز كل ما يتعلق باحتياجاتها الشخصية في المنزل الذي سوف تسكنه، كالفرش والملابس، وأحياناً ملابس زوجها أيضاً.
في يوم العرس لا تلبس العروس أي ذهب إلى أن تلبس خاتم العرس؛ لأنه (حسب اعتقادهم) الذهب الذي يلبس قبل أو أثناء العرس سوف يأتي بالحظ السيئ لهم، وهم في الغالب يعقدون القران يوم الأحد، في بعض المناطق في إيطالياً، وفي الأخص منطقة فينيتو، فإن العريس يذهب سيراً على الأقدام إلى أهل العروس، ثم يصطحبها ليذهبا لعقد القران، وخلال سيرهم في الشوارع يلحق بهم الناس ويضعون في طريقهم بعض الأشياء التي لها دلالات، فعلى سبيل المثال قد يضعون مكنسة على الأرض، فإذا لاحظتها العروس فإن ذلك يدل على أنها ستكون ربة منزل جيدة، وقد يضعوا طفلاً فإذا لاحظه العريس فذلك يدل على أنه سيكون هو وزوجته آباء جيدين، وإذا لاحظا متسولاً فذلك يدل على أن العريس كريم وسخي... إلخ.
وحين يصلان.. تدخل العروس إليها ويبقى العريس خارجاً بانتظارها، خلال ذلك يأتي إليه أصدقاؤه المقربون لممازحته، يقولون عبارة مثل: "لقد تأخرت العروس على عريسها.." فإن ذلك له مدلولات على عدم حب العروس لعريسها. مع العلم بأن العريس يجب أن يكون حاملاً لطاقة من الزهور خلال انتظاره لعروسه، وقد دس داخل جيبه قطعة حديد صغيرة ليبعد الحسد عنه في ذلك اليوم ـ حسب اعتقادهم ـ.
ويبدأ الحفل بتقديم المشروبات الضيوف، وبعد ذلك يقوم كل الرجال بتقبيل العروس كقبلة أخيرة قبل زواجها، وكذلك لجعل الزوج يغار على زوجته!
بعد ذلك تحمل العروس حقيبة من الساتان، ليقوم الضيوف بوضع مظاريف تحتوي على المال، كمساعدة منهم في تحمل نفقات العرس الذي يمول أساسا من أهل العروس،ثم تقوم الجدة أو الأم بحراسة هذه الحقيبة التي تحوي على المال.
خلال العشاء يقدم الطعام الذي هو محور الحفل، فيأكل الضيوف من أهل العروس وأهل العريس، ثم بعد تناول العشاء يقدم الكعك (كعك الزواج) مع القهوة أو أحد المشروبات الأخرى.
أثناء الحفل يحاول بعض الأصدقاء المقربون من العريس التسلل إلى غرفة النوم من أجل وضع مسحوق الحكة على السرير كمزحة مع العروسين، وقد يضعون فيها أشياء أخرى.
في بعض مناطق إيطاليا الجنوبية يقوم الزوج بتحطيم مزهرية أو قطعة زجاج بقوة قبل أن يذهب هو وزوجته إلى غرفة النوم، محاولاً أن تتحول المزهرية إلى أكبر عدد ممكن من القطع؛ لأن عدد القطع سيدل ـ في اعتقادهم ـ على عدد السنوات السعيدة التي سيعيشها الزوجان!
بعض الأمثال الإيطالية عن الزواج:
- لا تتزوج ولا ترحل في يوم زهرة أو في مارس( آذار).
- العروس المبللة عروس محظوظة (إشارة للأمطار في يوم العرس).
- الزوجة الجيدة تصنع زوجاً جيداً.
- الزوجة مفتاح البيت.
- لا إصبع بين الزوج والزوجة (إشارة إلى عدم التدخل في شؤونهم الداخلية).
- المنزل بدون امرأة منزل فقير (للإشارة إلى تدبير الزوجة في المنزل).