DEVISIONNAIRE11 نائب مدير المنتدى
عدد الرسائل : 88 العمر : 47 العمل/الترفيه : العمل يدوي صناعي والفكر ثقافي والترفيه إجتماعي المزاج : دائما مبتسم المزاج إلا في حالات تعدي الحدود الغير المسموح بها تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: الترجمة والتأويل نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة هاته سل الخميس ديسمبر 27, 2007 6:00 am | |
| الترجمة : نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة ترجمة : د. محمد نبيل النحاس الحمصي كلية اللغات والترجمة / جامعة الملك سعود الرياض / المملكة العربية السعودية
- سننطلق على الطريق في الأسبوع المقبل والعملاء أتوا ليشاهدوا في أرض الواقع قبل أن يشاهدوا المجموعات عندهم. (ترجمة حرفية) - إنها لتجربة صعبة أن يقدم عاريًا ولده إلى الجمهور. (ترجمة حرفية) هل ترجمة هاتين الجملتين ممكنة ؟ إذا كنا نعتقد أن الترجمة ماهي إلا نقل حرفي من نظام لغوي مصدر إلى نظام لغوي هدف بتحويل العلامات إلى علامات أخرى، فإن الجواب يكون بالإيجاب؛ ولكنه جواب لا ينم عن خبرة في مجال الترجمة. وإذا كنا نعتقد أن الترجمة ليست مجرد نقل ألفاظ من لغة إلى أخرى، وإنما يجب، بادىء ذي بدء، تحديد المدلول الدقيق للعلامات التي نريد ترجمتها من اللغة المصدر، تمهيداً لإيجاد العلامات المكافئة لها في اللغة الهدف، فإن الجواب يكون في هذه الحالة سلبياً. لأن هاتين الجملتين ليستا واضحتين تمام الوضوح، وينبغي، قبل ترجمتهما، تحديد معاني مفرداتهما وإزالة الغموض منهما. هذا هو جواب بعض اللغويين عن سؤالنا. أما المترجم المتمرس، فيكون جوابه أن الطرح خاطىء، وأنه لايمكن الإجابة على هذا السؤال مالم نطرح سؤالاً آخر : هل هاتان الجملتان واضحتا المدلول؟ أوهل هما قابلتان للفهم ؟ لأن المترجم لايستطيع أن يؤدي الترجمة مالم تشكل العلامات اللغوية بالنسبة له رسالة واضحة مفهومة، ويزول عنها الغموض، وتحمل العلامات مدلولاً واضحاً لاغبار عليه. ولكن ماهي حقيقة الأمر بالنسبة إلى الجملتين المذكورتين ؟ - سننطلق على الطريق في الأسبوع المقبل و العملاء أتوا ليشاهدوا في أرض الواقع قبل أن يشاهدوا المجموعات عندهم. للوهلة الأولى، ليس لهذه الجملة رأس ولا ذيل ، ومع ذلك فقد كانت واضحة ومفهومة عندما أطلقها بشكل طبيعي وعفوي أحد رجالات الصناعة الفرنسيين العاملين في مجال الألبسة الجاهزة، في أثناء قيامه بشرح لبعض المهتمين من زوار معرض صناعة الألبسة الجاهزة. فماذا أراد قوله إذن ؟ إن صناع الألبسة الجاهزة يعرضون مجموعاتهم في معرض يرتاده تجار المفرق الذين يشاهدونها، ويقارنون فيما بينها، ويكونون انطباعاً عن "الموضة" في الموسم المقبل؛ بعد ذلك يقوم المصنعون بزيارة التجار في محالهم، ويعرضون عليهم نماذجهم على أمل أن يحزم هؤلاء أمرهم ويتخذوا قراراً بالشراء. إن ماأراد الصناعي قوله هو إنه سيسافر إلى المدن الأخرى، بعد أن يغلق المعرض أبوابه، وإنه مسرور للاهتمام الذي أبداه كثير من المشترين المحتملين. فالعبارة إذن واضحة تماماً في الموقف الذي قيلت فيه، لدرجة أن جاري الذي نبهته إلى تركيبتها العرجاء لم يلحظ شيئاً من هذا القبيل. - إنها تجربة صعبة أن يقدم عارياً ولده إلى الجمهور. أولئك الذين يعتقدون أن الترجمة تقوم على إزالة الغموض يقولون :" المشكلة تكمن في معرفة الموصوف "، هل الطفل هو العاري أم الشخص الذي يحمله ؟ لاشيء في الجملة يساعد في معرفة ذلك. لاشك أن الكلمات ، على المستوى اللغوي وعلى مستوى الجملة المعزولة التي لاتشكل رسالة وإنما تركيباً نحوياً، تحمل دلالات عديدة، ويكون المنطوق، بالتالي، غامضاً. وإذا لاحظ اللغوي مشكلة على صعيد الترجمة، ذلك لأنه ينظر إلى الترجمة من خلال اللغة؛ أما المترجم فإنه لايترجم لغة وإنما رسالة (قصيدة أو رواية، كتاباً تعليمياً أو طريقة استخدام، خطاباً علمياً أو صكاً قانونياً) وعندما يفهم مايترجم لاتعترضه مشكلات في تعددية المدلولات ولا في غموض المعاني. لنستعيد المقطع الذي وردت فيه الجملة في مقال لصحيفة لوموند Le Monde، بتاريخ 1 أغسطس 1973، عنوانه ضرورة الخطاب المفهوم بقلم M. Mazoyer : " إن نتائج البحث لايمكن استخدامها على صعيد المجتمع إلا إذا جردت من إطارها النظري، المنهجي، أو التجريبي. فالبحث لايمثل أية أهمية بالنسبة إلى أفراد المجتمع بأسره مالم تُعرض الظواهر، والمواقف، والتحولات الاقتصادية | |
|