DEVISIONNAIRE11 نائب مدير المنتدى
عدد الرسائل : 88 العمر : 47 العمل/الترفيه : العمل يدوي صناعي والفكر ثقافي والترفيه إجتماعي المزاج : دائما مبتسم المزاج إلا في حالات تعدي الحدود الغير المسموح بها تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: اللغة العربية وتحديات العصر الخميس ديسمبر 27, 2007 11:52 am | |
| اللغة العربية وتحديات العصر.........بحوث وأراء متوازية للرائد التاقي الذين الهلالي محمد الملقب ب DEVISIONNAIRE11
قال عبد العزيز بنعبد الله بحضور الباحث التاقي الذين الهلالي محمد في المحاضرة التي ألقاها بمؤسسة علال الفاسي يوم الجمعة الماضي: إن تخلف اللغة العربية لن يتدارك بغير خطة علمية و تقنية مرسومة بإحكام أهدافها محددة بدقة و عقلانية وسائلها صالحة لتكون إطارا للعمل المشترك. وذكر بقول ماسينيون:إن استمرار حياة اللغة العربية دوليا لهو العنصر الجوهري للسلام بين الأمم في المستقبل، ونبه في إطار بيان حيوية اللغة العربية وتوفرها على أسس التطوير واستيعاب المستجدات، وضرب لذلك مثلا بمعجم الألوان الذي يحتوي على 384 مفردا عربيا بحيث يستعمل العرب لفظا واحدا بخلاف استعمال اللغتين الفرنسية و الإنجليزية لكلمتين لوصف كل لون، كقول الفرنسيين في خصوص الألوان :
Bleu-marine , Bleu-ciel , Bleu pétrole, Bleu-roi, Bleu-turquoise , Bleu-azur , Bleu romantique etc
ou Vert émeraude , Vert bouteille , Vert pistache, Vert militaire, etc
وأشار إلى أن الأصل في اللغة أن يستقل كل لفظ بمعناه ومثل لذلك بوجود مائة اسم للسبع وكل مفرد من هذه الكلمات يعبر عمليا عن نوع خاص، فالسبع ليس هو الأسد و الأسد ليس هو الضرغام.
ورجح الأصول العروبية للأمازيغ، وانحدارهم من الحميريين اليمنيين، وذكر بقول المختار السوسي: بوجود خمسة آلاف كلمة في السوسية من جذر عربي أصيل، وكذا رصد الأستاذ الليبي محمد الخشيم لسبعة آلاف كلمة في اللهجة النوبية الأمازيغية منحدرة من أصل عروبي. كما يعتقد الدكتور عبد العزيز بنعبد الله في كون العربية أم اللغات السامية وقدرتها على الصمود واستيعاب التطورات، وفيما يلي الجزء الأول من المحاضرة، مع بعض التصرف بالاختصار.
العربية عبرت عن أعمق النظريات التقنية:
لسنا في حاجة إلى بيان الدور الذي اضطلعت به اللغة العربية كأداة للتخاطب و كمصهر لصقل التعابير عن أدق الاحساسات وأرق العواطف إذ يكفي أن نراجع موسوعات اللغة لنلمس ذلك الثراء الذي عز نظيره في معظم لغات العالم.
ففي مصنفات الفنون والعلوم الرياضية والأدبية والفلسفية والقانونية ذخيرة لغوية كانت هي القوام الأساسي للتفاهم بين العلماء والتعبير عن أعمق النظريات التقنية يوم كانت الحضارة العربية في عنوان ازدهارها ويكفي أن تتصفح كتابا علميا أو فلسفيا لتدرك مدى هذه القوة وتلك السعة الخارقة ففي العربية "مقدرات" شاسعة لا يتوقف حسن استغلالها إلا على مدى ضلاعتنا في فقه اللغة.
والكل يعلم أنه منذ أواخر القرن الهجري الأول "انبثقت حركة فكرية واسعة أذكت جامعات الشرق "ولم تستفد من هذه الحركة - كما يقول مؤلف " المعجزة العربية " لا السريانية و لا الفارسية ولا اليونانية وإنما استفاد منها شعب عاش لحد ذلك التاريخ خارج حدود العالم المتمدن ولم يكن هنالك في الظاهر ما يحدوه إلى الاضطلاع بالدور الخطير الذي قام به مع ذلك في تاريخ الحضارة و هذا الشعب هو الشعب العربي.
العربية جنت من الإسلام أطيب الثمار:
كانت العربية لغة أدب و شعر منذ أعرق عصور الجاهلية و لكن سرعة انتشارها ترجع إلى الثمار المادية و الروحية التي جنتها من الإسلام أكثر منها إلى القرار الذي اتخذه الأمويون بجعل العربية إجبارية في الوثائق الرسمية و خلال القرن الثاني الهجري بدأ انحلال مراكز الثقافة اليونانية في الشرق الأدنى ، و تمخض هذا الانحلال عن" أكبر فوضى في اللغات و الأديان " فقد بدأت شعوب عريقة في الحضارة كالمصريين و الهنود تتحلل من تراثها الخاص وعوائدها.
وقد أوضح كوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب " ( 1 ) أن العربية أصبحت اللغة العالمية في جميع الأقطار التي دخلها العرب حيث خلفت تماما اللهجات التي كانت مستعملة في تلك البلاد كالسريانية واليونانية و القبطية والبربرية ...
وقد عربت أهم المصنفات اليونانية في عهد الخلفاء العباسيين حيث انكب العرب على دراسات الآداب الأجنبية بحماس " فاق الحماس الذي أظهرته أوروبا في عهد النهضة و الانبعاث " و قد خضعت اللغة العربية لمقتضيات الإصلاح الجديد فانتشرت في مجموع أنحاء آسيا واستأصلت نهائيا اللهجات القديمة فقضت حتى على اللاتينية لاسيما في شبه الجزيرة الإيبيرية
( إسبانيا والأندلس ) حيث ندد الكاتب المسيحي "الفارو" ـ وهو من رجال القرن التاسع الميلادي ـ بجهل مواطنيه باللاتينية فقال: " إن المسيحيين يتملون بقراءة القصائد و روائع الخيال العربية و يدرسون مصنفات علماء الكلام المسلمين لا بقصد تفنيدها بل من أجل التمرن على الأسلوب الصحيح الأنيق ".
وقد أكد المؤرخ "دوزي" (2) أن أهل الذوق من الأسبان بهرتهم نصاعة الأدب العربي واحتقروا البلاغة اللاتينية و صاروا يكتبون بلغة العرب الفاتحين .
كما نقل "دوزي" عن صاحب كتاب " الوسي موزار دوطوليد" أن العربية ظلت أداة الثقافة و الفكر في إسبانيا إلى عام 1570 م
العربية بلغت عنفوانها في القرن الرابع الهجري:
إن اللغة العربية التي بلغت مبلغا كبيرا من المرونة والثروة في العهد الجاهلي أدركت في القرن الرابع الهجري أي في عنفوان العصر العباسي أوج كمالها و قد وصف زكي مبارك روعة النثر الفني العربي في هذا القرن ووصف "فيكتور بيرار" اللغة العربية في ذلك العصر بأنها أغنى وأبسط وأقوى و أرق و أمتن و أكثر اللهجات الإنسانية مرونة و روعة فهي كنز يزخر بالمفاتن و يفيض بسحر الخيال و عجيب المجاز رقيق الحاشية مهذب الجوانب رائع التصوير".
إن نفوذ اللغة العربية أصبح بعيد المدى حتى أن جانبا من أوربا الجنوبية أيقن بأن العربية هي " الآداة الوحيدة لنقل العلوم و الآداب " و أن رجال الكنيسة اضطروا إلى تعريب مجموعاتهم القانونية لتسهيل قراءتها في الكنائس الإسبانية و أن " جان سيفيل " وجد نفسه مضطرا إلى أن يحرر بالعربية معاريض الكتب المقدسة ليفهمها الناس ( 3 ).
وقد أكد كوستاف لوبون ( ص 472 ) " أن العربية من أكثر اللغات انسجاما فهي وإن كانت تحتوي على عدة لهجات كالشامية و الحجازية والمصرية والجزائرية غير أن هذه اللهجات لا تختلف فيما بينها إلا بفوارق جد طفيفة إذ بينما نلاحظ أن سكان قرية في شمال فرنسا لا يفهمون كلمة من اللهجات المستعملة في قرى الجنوب نرى سكان شمالي المغرب الأقصى يتفاهمون بسهولة مع سكان مصر والحجاز "وقد قال الرحالة "بوكارد" بأن كل من عرف إحدى هذه اللهجات فهم سائرها بدون عناء ".
العربية لغة دولية للحضارة:
ومعلوم أن الجامعة الأوربية كانت عاملا مهما في ذيوع اللغة العربية التي أصبحت في العصور الوسطى لغة الفلسفة والطب و مختلف العلوم والفنون بل أصبحت لغة دولية للحضارة ففي عام 1207 م لوحظ وجود معهد في جنوب أوروبا لتعليم اللغة العربية ثم نظم المجمع المسيحي العالمي بعد ذلك تعليمها في أوربا وذلك بإحداث كراسي في كبريات الجامعات الغربية وفي القرن السابع عشر اهتمت أوربا الشمالية و الشرقية اهتماما خاصا بتدريس اللغة العربية و نشرها ففي 1636 م قررت حكومة "السويد" تعليم العربية في بلادها ومنذ ذلك العهد انصرفت "السويد" إلى طبع ونشر المصنفات الإسلامية و بدأت "روسيا" تعنى بالدراسات الشرقية والعربية خاصة في عهد البطرس الأكبر "الذي وجه إلى الشرق خمسة من الطلبة الروسيين وفي عام 1769م قررت الملكة " كاترينا" إجبارية اللغة العربية وفي عام 1816 م أحدث قسم اللغات السامية في جامعة "بتروكراد" .
و قد اتجه اقتباس أوربا من العربية نحو الميدان العلمي فدخلت إلى اللغات الأوربية كثير من المصطلحات العربية مثل الكحول و الإكسير و الجبر و اللوغريتم و قد استمد الأسبان ـ حسب ليفيي بروفنصال ـ معظم أسماء الرياحين و الأزهار من العربية و من جبال البرانس انتقلت مصطلحات العلوم الطبيعية إلى فرنسا مثل البرقوق و الياسمين و الزعفران و مجموع مصطلحات الري هي كذلك من أصل عربي كما تحمل الحلي في إسبانيا أسماء عربية و يتجلى نفس التأثير في علم الفلك و الهندسة المعمارية وبالجملة فقد استمدت إسبانيا و بواسطتها أمريكا اللاتينية من اللغة العربية الشيء الكثير من مقوماتها اللغوية ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا .(...)
وقد عبر الأستاذ "ماسينيون" عن نفس الفكرة قائلا : " إن المنهاج العلمي قد انطلق أول ما انطلق باللغة العربية و من خلال العربية في الحضارة الأوربية "
ثم قال : " إن العربية استطاعت بقيمتها الجدلية و النفسية و الصوفية أن تضفي سربال الفتوة على التفكير الغربي كما أنعشت "ألف ليلة وليلة " في القرن السابع عشر الميلادي ذهنية أوربا التي أتخمتها أساطير الإغريق و الرومان ".
وقد ختم "ماسينيون" وصفه الرائع قائلا : " إن اللغة العربية أداة خالصة لنقل بدائع الفكر في الميدان الدولي وإن استمرار حياة اللغة العربية دوليا لهو العنصر الجوهري للسلام بين الأمم في المستقبل ".
العربية لغة مفضلة عند اليهود:
كان يهود الأندلس المنحدرون إلى المغرب منذ"وقعة الربض" أواخر القرن الثاني الهجري يتحدثون بها و يصنفون بها معظم تآليفهم من ذلك :
( دليل الحائرين) لموسى بن ميمون الذي استوطن مدينة فاس خمس سنوات بدار المجانة
و(أنس الغريب ) لابن نسيم ابن مالكا
وقد أمسى كتاب سيبويه في النحو منطلقا لتجديد النحو العبري منذ القرن الرابع الهجري
كما صنف داود بن إبراهيم الفاسي قاموس أجرون العربي الإنجليزي مستهدفا تحقيق فكرة جريئة هي تعريب العبرية و قد ضرب ابن لبرات مثلا بنحو وجود مائتي كلمة عبرية ما كان للأ حبار اليهود فهم مصطلحات (العهد القديم ) لولا رجوعهم إليها وقد قام إسحاق بن يعقوب الكوهن الملقب بالفاسي بوضع شرح للتلمود في عشرين مجلدا مع إدراج ثلاثمائة وعشرين فتوى ليهود إفريقيا و آسيا محررة كلها بالعربية (4).
العربية محط اعتزاز الأمازيغ:
كان الأمازيغ أنفسهم يعتزون بالعربية و يتهافتون على تعريب كل مظاهر تراثهم المشترك، تشهد بذلك مآت المصنفات التي وضعها السوسيون و الأمازيغيون و الريفيون بلغة القرآن.
ولا بدع في ذلك لأن معظمهم كانوا يشعرون ولا يزالون بأصالتهم العروبية لانحدارهم من الحميريين اليمنيين وهم أقحاح العرب البائدة و قد اعترف بذلك معظم النسابين عدا ابن خلدون الذي أنكر دخول افريقش الحميري إلى المغرب بدعوى عدم إشارة مؤرخي مصر إلى مروره بدلتا النيل و هو وهم لا يليق بابن خلدون الذي يعرف أكثر من غيره أن الممر الطبيعي بين اليمن والمغرب هو صحراؤه الجنوبية.
وقد قام باحثان أمازيغيان مغربي و ليبي هما الأستاذ محمد المختار السوسي الذي قارن بين اللغتين العربية و السوسية فلاحظ في أول نتيجة توصل إليها وهي وجود خمسة آلاف كلمة في السوسية من جذر عربي أصيل بينما تمكن الأستاذ الليبي محمد الخشيم من رصد سبعة آلاف كلمة في اللهجة النوبية البربرية منحدرة من محتد عروبي.
وقد شاهدنا بعد الاستقلال حوالي 1960 توارد مغنين يمنيين كضيوف على جبال الأطلس أدهشوا الجميع باستعمال كلمات و تعابير حميرية أدرك الأطلسيون معانيها بسهولة تلقائية. تتمة الموضوع موجودة في الموضوع اللاحق | |
|