منتدى المهاجر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المهاجر

مرحبا بكم في منتدى المهاجر
 
الرئيسيةاعلان هامأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اللغة العربية وتحديات العصر تتمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
DEVISIONNAIRE11
نائب مدير المنتدى
نائب مدير المنتدى



ذكر
عدد الرسائل : 88
العمر : 47
العمل/الترفيه : العمل يدوي صناعي والفكر ثقافي والترفيه إجتماعي
المزاج : دائما مبتسم المزاج إلا في حالات تعدي الحدود الغير المسموح بها
تاريخ التسجيل : 24/12/2007

اللغة العربية وتحديات العصر  تتمة Empty
مُساهمةموضوع: اللغة العربية وتحديات العصر تتمة   اللغة العربية وتحديات العصر  تتمة I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 27, 2007 11:53 am

العربية في صلب المواجهة الاستعمارية:



و هكذا طفقت المملكة المغربية تجابه مختلف التيارات التي استهدفت كيانها و رمز ذاتيتها منذ القرن العشرين ضمن الحركة الاستعمارية الجارفة ولكن المغرب ـ بفضل ما أبداه من روح المقاومة والاستشهاد ـ عرف كيف يواجه هذا التيار و ما استتبعه من طمس لذاتيته فلم يدم الاحتلال الفرنسي سوى أقل من عشر سنوات حيث إن صمود الشعب لم يتوقف لاسترداد أنفاسه إلا بين عام 1936 م و 1944 م مع انبرائه للمطالبة بالاستقلال ثم واصل ما استأنس به فيما قبل و هو تطوير الجامعات الشعبية في المساجد و الزوايا بنشر العربية و تركيزها في الجبال والسهول وانضافت إلى هذه الجامعات المدارس الحرة التي واكبت التعليم الحديث في جميع أسلاكه و مميزاته مما أسفر عن ظهور أجيال جديدة نافست المتخرجين من الكليات و الجامعات الحديثة.وقد أشرف على هذا المسار ملوك البلاد و قادتها السياسيون.



معركة التعريب بعد الاستقلال:

وجد المغرب نفسه عند استرجاع استقلاله عام 1956 م في مستوى مكنه من الاضطلاع بمسئولياته الجديدة و انبرى يشكل مشاريعه و يطورها لفتح المجال لتحقيق نوع من التوازي مع الغرب في سياق متطلبات العصر الحديث غير أن المملكة انساقت في حماس لم يتسم دائما بعقلانية وواقعية لا سيما و قد كانت تذكيه إشكاليات ثلاث: هي التعريب و المغربة و مواكبة العصر للتمكن من التواصل المتعادل المنتج مسايرا للعالم في قفزته الحالية التي زادتها تعقيدا مقتضيات العولمة.

و هكذا انطلق المغرب إذن في تعريب غير منسق بين أجزائه و لا أسلاك التعليم فعرب السلك الابتدائي دون التفكير في مصير الحاصلين عن طريق العربية على الشهادة الابتدائية لأن السلك في جزئيه الإعدادي و النهائي ظل فرنسي التلقين في مختلف مواده العلمية والاجتماعية فوقعت نكسة حدت المتذبذبين إلى الشك في صلاحية لغة الضاد في مجابهة تطورات الفكر الحديث.

و قد تأزمت هذه النكسة بعد تجربة استمرت بضع سنوات فانبرى العلامة المرحوم محمد الفاسي الذي كان وزيرا للتربية الوطنية مع مستشاره الزميل الأستاذ أحمد الأخضر غزال للتفكير في منهج عروبي شامل يتعزز به المشروع المغربي، فدعوا معا إلى عقد مؤتمر للتعريب بالرباط تشارك فيه كل الدول العربية.



تعريب التعليم العالي كان من طموحات عبد العزيز بنعبد الله:



صادف الحال آنذاك أنني أصبحت شخصيا مديرا للتعليم العالي والبحث العلمي ضمن أطر وزارة التربية وكان الأخضر غزال أحد خلفائي في هذا المجال، فشاركت في الإعداد لمؤتمر التعريب الذي تم التصديق على مقرراته بالإجماع، من طرف كل الزملاء العرب. و كان العاهل المجاهد محمد الخامس قد قام بجولة قبل ذلك في مختلف البلدان العربية للعمل على توثيق الصلة في مجال التعليم و التربية باستعمال لغة عربية موحدة مشتركة في المصطلحات العلمية والتقنية. فاكتملت الفكرة نظريا، و أسندت إلي الإدارة العامة لما سمي آنذاك بمكتب التعريب في الوطن العربي و لم يكن هذا التعيين في الواقع سوى تنحية لشخصي المتواضع عن الميدان، لأنني كنت آنذاك أحمل مشعل التعريب داخل الوزارة مع زميلين هما الأستاذ محمد بلبشير و الأستاذ محمد بنزيان.

و شرعت انطلاقا من إشرافي على كل من جامعة القرويين وكلية ابن يوسف بمراكش في العمل على وضع أسس عقلانية لتعزيز التعليم الأصيل ببرنامج معصرن. وتم الاتفاق في إطار مغربي على تأسيس معهد للدراسات و التعريب أسندت رئاسته إلى السيد أحمد الأخضر غزال الذي يرجع إليه الكثير من الفضل في هذا المجال كما أسندت وزارة التربية للدكتور الطبيب يوسف بلعباس التعارجي.



ندوة معمورة لرسم سياسة التعليم:

و انعقدت في هذه الفترة الحرجة ندوة في غابة المعمورة دعي لها أصناف من رجال الفكر المغاربة من أجل دراسة المشكل و انتقاء أسهل الطرق و أوثقها لتعريب متدرج قد يطول الاستعداد له و استكمال عناصره فاختلفت الأنظار و الآراء خلال الندوة. و قد كانت رئاسة الوزارة الأولى قد أسندت إلى المحامي الأستاذ أحمد باحنيني فتدخل في حل الخلاف حيث حضر بنفسه إحدى الجلسات كنت أرأسها شخصيا لإقناع الندوة بتبني حلول وسطى قد تمتد آماد تحقيقها إذا لم تسارع إلى حسم عاجل مع ضمان رعاية مقبولة لما يتطلبه الإنجاز من اتئاد عقلاني مبرمج.

واستمر الحال في الواقع على ما كان عليه خلال سنوات وظلت الفوضى تسم مسار التعليم للأزمة الواقعة بين أنصار التعليم و من كانوا يوصمون بمعارضته.

توجيه التعريب لخدمة عموم الوطن العربي:

و ظل مكتب التعريب يواصل عمله في إطار عروبي لتأزم شامل كان من نتائجه أن بدد كثيرا من العقبات و العوائق داخل المغرب وكان من الصدف التي واكبت هذا المسار أن أسندت إلي في آن واحد مع إدارتي لمكتب التعريب، الإشراف على معهد الأستاذ الأخضر غزال، فاضطررت إزاء تعذر الحلول الشاملة إلى القيام بنوع من "الترقيع" من موقعي كمدير يشرف على الجامعات العصرية و الأصيلة معا فحاولت تحقيق تعريب جانبي نسبي محدود لأطر المستقبل المتخرجين من كليات العلوم و الفيزياء و الكيمياء و ذلك بتعيين أستاذ سوري الضليع في اللغتين العربية و الفرنسية له تجربة في حقل التعليم للقطر السوري فكان يلقي دروسا في المصطلحات العربية المواكبة للمصطلحات الفرنسية و لكن التجربة لم تستمر لأسباب شتى.



الوزير محمد بنهيمة يفشل سياسة التعريب:

و هنا خلف الدكتور محمد بنهيمة ـ الذي شغل منصب الوزير الأول ـ زميله يوسف بلعباس على رأس وزارة التربية و كان من خصوم التعريب فانطلق في حركة معاكسة لما بدأت أمارسه في معهد التعريب المغربي حيث عرض على أن أساعده في هذا المجال فرفضت لأن منهجي كان مغايرا لمنهجه و قد حاول الاستعانة بجلالة الحسن الثاني لحملي على القبول و لكنني تشبتت بموقفي لاسيما وأن العاهل الكريم أبى التدخل شخصيا في ذلك فلم يكن من السيد الوزير إلا أن عمد إلى عزلي عن المعهد وحده لأن وجودي على رأس مكتب التعريب كان بمرسوم ملكي سام .



الوزير عز الدين العراقي يعيد الروح لسياسة التعريب:

و أبى الله إلا أن ينضم إلى مكتب التعريب الذي أصبح بقرار من الدول العربية "مكتب تنسيق التعريب بين الدول العربية "أساتذة ذوو خبرة أمثال السادة عبد الحق فاضل ( السفير العراقي في الصين سابقا) و ممدوح حقي من سوريا والدكتور علي القاسمي من العراق و الشريف سيدي إدريس العلمي من المغرب و أستاذ مغربي آخر كخبير للمكتب في الشؤون العلمية هو الدكتور عز الدين العراقي الذي لم يلبث أن عين على رأس وزارة التربية والتعليم فاتجه في عزم حازم باركت له بوادره آنذاك من أجل عقلنة تعريب السلك الابتدائي بتكوين مواكب لأطر السلك الثاني فانطلق سنة بعد أخرى إدراج العربية كلغة لتلقين مختلف المواد العلمية و الاجتماعية كالفلسفة و ساعد على ذلك ما كنا قد وحدناه في معاجم مكتب التعريب من مصطلحات حول الكيمياء والفيزياء والرياضيات والعلوم الطبيعية و غيرها وكنا قد عقدنا أول مؤتمر لهذه الغاية بعاصمة الجزائر عام 1963 م لنساعدها على ما حاولته آنذاك بعد فرنسة دامت مائة و ثلاثين سنة ( 1830 ـ 1960 ).

ولكن التعريب انحصر بالمغرب في السلكين الأولين دون أن يقفز إلى السلك العالي حتى بالنسبة للدول العربية التي ما زال بعضها يستعمل اللغة الإنجليزية أو مزيجا من العامية معها في تلقين الدروس في العلوم والتقنيات.
نتمنى أصدقائي الزوار أن نكون قد وفقنا بين تكوينكم وبين معطيتنا الفكرية والله والي التوفيق farao
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اللغة العربية وتحديات العصر تتمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المهاجر :: قسم تعلم اللغات-
انتقل الى: