أقطن هناك ..بمدينة الغرائب والعجائب .. ارتحل عنهاالسندباد وعلاء الدين .. تشرق شمسها من نهايات أزقة مخيماتها المزدحمة ، وتستمد حرارتها من دفء طفل يبحث عن حجر يقذف به التاريخ ، وتؤنس وحدتها جدتي عائشة عند الأستفسار عن اصوات تسمعها لم تعتد عليها منذ زمن بعيد .. وتبادل أخبار ومواقف حول مواجهات واجتياحات النكران لعقول أهل المدينة على أنقاض بيوت تساوت مع الأرض ..وسقوط عدد من الشهداء من بينهم جد جارتنا الذي أعرفه جيدا رحل ومعه ذكريات أرضه هناك التي لا يعرفها أحد سواه ..
مدينتي التي يدخلونها دون إذن أو استئذان ..وخصوصا في زقاقها المعتم .. يبحثون عن أوهامهم العظيمة يفتشون عن طفل قد يكبر فيه وعن فراش صلاة انها العبثية في معاناة مدينتي ..هل أخبرك عن مطاردات الأطفال لهذا المارد المتجنزر على شوارعها ؟ انهم ولدوا من رحم اللاخوف ..انظر اليهم يقاتلون بحجارتها المقدسة يلاحقون ماردهم المجنون يصعدون على مؤخرة دبابتهم ..يخيفوني حقا هؤلاء الأطفال ليتك شاهدته أيها القاريء كان بالإمكان تقاسم خوفي وعظمتهم
أي مدينة هذه ؟! وطفلها الثائر قد ماتت فيه رغبة الحياة التي يعيشها جيرانه الأطفال بتلذذ وروحه تحن للسفر الى السماء تحمل في حقائبها الوردية دفاتر وصور المتلحفين برايات الشهادة والإستشهاد ..حقائبهم المدرسية ملأى بالحجارة والآمال ..من بين أقلامهم وألوانهم تخرج زفرات القهر والشموخ ..هكذا علمتهم مدينتهم انتم جداري وأنتم سيفي .. أحبكم أكثر من إسمي وألواني .. أنا مدينة محمد الدرة وفارس عودة ولن أنسى ايمان وكل الشهداء .. انامدينة الأطفال المتعبون ،أنا التي علمت كل المدن كيف أحيا من الموت ..أنا التي أعد ترتيب أوراقي ألف مرة من عبثيتهم من إجرامهم ..قتلوا فارس ولكن لم يقتلوا إرادته وحبه لي ..فارس قد وهبني حياة وحياة ..تعلم فارس بين ضلوعي وفي حجري الدافيء كيف يحبني ..وسأبقى مدينته ..انني له ..لن أنساك يافارس .
الثلاثاء ديسمبر 25, 2007 7:40 am
